29.3.06

توفى جدى منذ شهور ومنذ وفاته وأنا أشعر بالذنب تجاهه..أراه كثيرا فى أحلامىيبتسم....يضمنى بحب وحنان لم أر مثلهما مطلقا فى حياتى وذلك مايزيد شعورى بالذنب..فهو لا يعلم أنى كنت أتهرب من زيارته وأتعارك مع أمى حتى لا يزورنا كى لا يراه مدرسى..لا يعلم أنى تخليت عنه فى لحظاته الأخيره ولم أذهب مع أمى حينما أخبرونا أن جدى أشتد عليه المرض وفكرت فى الخطط التى رسمتها ليومى..لكنه ماتوالشخص الوحيد الذى كان سيرغب جدى فى وجوده معه فى تلك اللحظات تخلى عنه..وهو أنا.......كيف سأعوض عليه... كنت استطيع اسعاده فى لحظاته الاخيره ولم أفعل..كنت أستطيع أن أنتشله من معامله جافه وقاسيه وعدم اهتمام لأحتضنه وأرعاه ليموت فى سلام ورضا لكنه مات بسبب الاهمال فى العلاج والامبالاه .....أنا تركتهم يفعلوا به هذا...أنا لم أقف لهم.....هل كلمه سامحنى تكفى ام أظل معذبه طول العمر من أجله
*******************************
بعد وفاته كرهت تيته أشد الكره وشعور داخلى أنها شريكتى فى تلك الجريمه وأننا قتلناه سويا ....ها قد بدات ..أنها تفعل ذلك ثانيه .جمعت النساء وبدات بسرد الحوارات والمواقف التى اختلقتها عن جدى لتجعل الجو يبدو أكثر أثاره مع بعض البكاء المصطنع..أريد أن أصرخ فى وجهها وأقول لها كفى..أرجوك..كفى ..جدى كان يكرهك..أنت من تسبب بموته..لكنى أظل صامته فأنا ايضا تخليت عنه..جدتى تقول للناس أن جدى كان يحبنى أكثر من أى احد ..أشعر بالارتباك....أدعو الله ألا تفضحنى عيونى فيعلموا أنى حقيره ولا أستحق ذلك الحب ........وتكرر السيناريو..اتعارك مع امى حتى لاتنتقل جدتى للعيش معنا...اقسو عليها فى كل حوار عنها مع امى لأنها تركت جدى يموت..لم تقدم له مايكفى من الحب..كانت تستخف بمرضه وتعامله بجفاء وتسلط..والآن أشتد عليها المرض وهى ضعيفه واهنه..تتكور فى ركن السرير........تشعر بالموت قادم فى أى لحظه اليوم.0.غدا او بعد غد..تتظاهر بقدر أكبر من المرض فقط لتشعر ببعض الحب..تبكى لأتفه الاسباب......عاجزه تحتاج الى الرعايه وقبلها الحب والحنان.............لا لن أتركها تموت مثل جدى ..جلست معها طوال الليله الماضيه أقبلها وأحضنها ..أستمع الى ضربات قبلها قادمه من بعيــــــــــد..أدعو الله ألا يخذلنى ذلك القلب ويكف عن الخفقان ..مسكت يدها برفق خوفا من أن امنع احد عروقها الرقيقه عن النبض فى ثبات

أعلم أنها تتألم من المرض وما صدمنى حقا هو اكتشافى أن أمى وخالتى لايشعروا بها ..هى تريد فقط بعض الحنان والدفء لتذهب فى اطمئنان..اعرف ماهو شعورك حينما ترين الكل يملك حياه..يذهب الى العمل أو المدرسه وأنت هنا..تنتظرى ............فقط تنتظرى...اعرف ايضا ان الوقت يمر ببطء والألم يزداد..........

سامحينى تيته ..لا أستطيع أن أراك تتعذبين ولا أستطيع تركك تموتين بدونىوسط هؤلاء الوحوش.....سامحينى أنا أردت فقط الابتعاد..لا استطيع البقاء بجوارك .لا استطيع رءيتك وانت تتألمين .أريد فقط الابتعاد........لكن هذه المره .سأفعل هذا فقط لأجلك..حتى تغمض عيناكى وأنت مبتسمه وشفتاى تغمر يدك بالقبلات

**************************
وذات يوم سأجلس وحيده ,مريضه,عاجزه احتاج الى الرعايه ..احتاج احد يهتم بى .......ولا أحد .........وأظل مكانى ..أحسب المده المتبقيه لى فى هذه الدنيا ..لا أفعل شىء سوى الانتظار.........لا أشعر بشىء سوى الألم ..أتلهف على أحد يخطىء ويدق جرسى عن طريق الخطأ .......ولا أحد..وفى النهايه أستسلم لتلك الفكره التى سئمت منى واعتادت على ..أنا صديقتك القديمه ألا تتذكرينى..هيا بنا لنرحل من هنا فقد كرهت ذلك المكان

13 Comments:

Blogger adhm said...

اهديك اغنية
يا عذاب النفس
لمحمد منير
مع شوية عياط مش مصطنع المرة دى
شدة وتزول

4:59 ص  
Blogger ayman_elgendy said...

الله عليكي......الاحزان عندك يا سونيا بطلع ابداع مذهل........عارفة يا سونيا انتي يمكن غلطتي مرة لما اهملتي جدك...لكنك لم تكرري خطئك مع جدتك........انتي بتفكري وبتحسي ودي
حاجة مش موجودة عند كل الناس
انتي مش حتبقي لوحدك لانك متستهليش كده
كفاية كده عشان انا لو سبت نفسي حتكلم لبكرة وعشان عايز اقرا البوست بتاعك تاني........سلام يا ملاك
:-))

6:28 ص  
Blogger sonia said...

ايمن: موش عارفه اقللك ايه بجد انتا علاطول بترفع معنوياتى بس انا هنا مكنتش ملاك ..بحس انى مستاهلش الكلمه دى

6:48 ص  
Blogger ayman_elgendy said...

سونيا:منذ شهر تقريبا قادتني الصدفة لبلوجك .....وأخذت أقرأ وأقرأ في بوستاتك ولمست فيها حزن وشجن هزني......ورأيت فيها ملامح انسانة رقيقة قادتها ظروفها السيئة الي كراهية كل شيء حولها من اهل ومعارف ومجتمع وحتي الحبيب لم يكون له دور في اسعادك.......ورغم كل هذه الظروف لم تتحولي الي وحش او مسخ مشوه بل لا زلتي تحتفظين بروحك النقية.....تلك الروح الملائكية التي لمستها من بين جنبات سطورك....لا استطيع انكارها لقد فرضت نفسها علي كل كتاباتك حتي القاسية منها.........ولم يسعني الا ان اهتم واهتم بقرآة بوستاتك لاقترب اكثر من فهمك......من الآخر انا مهتم بيكي....ومش طالب منك اي رد.......غير انك تستمري في الحياة
:-)

7:57 ص  
Blogger shady said...

الجحود لا يصنعه الاطفال انما يرثوه
هذا ان كان جحودا وليس مجرد عبث اطفال لم تتعلم كيف تعطى

8:40 ص  
Blogger kalam said...

انا نفسى تتعلمى تغفرى للانسان ضعفه
انتى كنتى شايفه ان جدتك المفروض تعمل حاجات معينه عشان تبقى صح وان ما عملتهاش تبقى ارتكبت جريمه
كل انسان بما فيهم انتى ليه طريقه تفكيره وليه حسابه الشخصى لنفسه
انتى بتحاولى تدورى على الابيض والاسود بس فى الناس
حتى فى نفسك انتى بتحطى مبادىء معينه هى الابيض
ولما مش بتقدرى تحققيها بتبدأى تتصرفى على انك اسود

نصيحه لازم تدورى على الرمادى وتكتشفيه فى نفسك وفى غيرك

1:05 ص  
Blogger sonia said...

أدهم:ميرسى عالاغنيه اللى عمرى مسمعتها ابدان رغم انى بعشق محمد منير بس قللى صحيح هيا هتزول أزاى؟



شادى:يعنى موش زعلان صح؟ بس ايه حكايه اطفال دى...........




ماركو:ليا الشرف ياباشا انى اكون اول واحده تخنقك وتخليك تكتئب فى عالم التدوين كله








كلام:انا نسيت اى حاجه ظالمه هيا عملتها قبل كدا بس اى غلط ممكن يتغفر بالنسبالى الا القسوه دى مالهاش اى مبرر








ايمن:دا كتييـــــــــر انتا كدا هتخلينى اعيد النظر فنفسى بجد كلك زوق ورقه وبلاش اعاكسك بقى قدام الناس
اما بالنسبه لموضوع الاستمرار فى الحياه لو كان بايدى كنت هخذلك ..بس انا هنا وموش عارفه اخرج ربنا ليسا موش عاوزنى

10:59 ص  
Blogger radwa osama said...

انت حد جميل جدا ..بجد فرحانة انى دخلت مدونتك ..ما تحسيش بالذنب جدك كان بيحبك كده زى ما انت وفاهم مشاعرك اللى هى مزيج من الطفولة ومحاولة النضج ..وبعدين صدقى ان جدتك حزينة عليه بجد..وحاولى تسعديها بلحظات واستمتعى بذكريات جدتك فاكثر ما يفرحهم هو الحديث عن الذكريات ..اشعريها بسعادتك عندما تحكى واشعريها انك تحتاجي اليها وليس العكس.
مرة تانية فرحانة جدا بمدونتك

2:53 ص  
Blogger المواطن المصري العبيط said...

أحدد مفارقات الحياة القاسية أن الانسان يولد ضعيفا ويموت ضعيفا، والفارق أنه عندما يكون صغيرا فإنه لا يطلب العون والمساعدة، فنحن نتطوع بفعل ذلك، ونحاول بكل جهدنا أن نجعله يعيش ويحيا ويفرح

أما عندما يصير عجوزا واهنا مريضا على فراش الموت، فإنه يتمنى لو أحدا يدق بابه أو يسأل عنه، ولكننا عادة لا نفعل ذلك ولا نتألم معه، فقط نتعاطف معه ونتمنى موته حتى يسترح الراحة الأبدية

3:55 م  
Blogger change destiny said...

الموت مع انه فراق لكنه رحمة . بس متسيبهوش يغلبك . قضي كل ثانية مع جدتك . حبيها و استمتعي بكل لحظة معاها . متسيبيش الألم يوصلك و يوصلها

3:07 ص  
Blogger Manora said...

عزيزتى سونيا
لقد كتبتلك رد ولكنه لم ينشر للاسف لا اعرف ما الخطأ الذى وقع ولكنه لم ينشر
ولكنى ساحاول تذكر ما كنت اقوله لكى فيما قبل
فانا دايما اتابع مدونتك قرات ما تكتبين ولم اعرف ماذا ارد
خفت اكتب فلا اوفيكى حقى او اعطيكى العزاء الذى تنشديمنه

مش هاقول عليكى ملاك
لان للاسف احنا بشر.. بس هاقول ان مشاعرك و احساسك عالى جدا
بحترمك..بغض النظر عن الى بتقوليه على نفسك

انتى شعرتى بالخزى ناحية الى عملتيه لجدك
فجيتى تعوضيه فى جدتك
وانقلب من شفقة الى حنان بالفعل
ارجوكى متسيبهاش ابدا
وتذكرى مامتك انها تاخد بالها هى كمان
ومتستنيش لما جدتك تطلب منك الحنان اديهولها قبل ما هى تطلبه
و صدقينى ان جدك اكيد مش هيكون متضايق منك

8:55 ص  
Anonymous غير معرف said...

This site is one of the best I have ever seen, wish I had one like this.
»

9:25 م  
Anonymous غير معرف said...

سمر ياريت تكونى عارفانى انا رانيا انا مع ايمن انتى بجد ملاك ملاك ولازم اللى يعيشوا معاكى يكونوا ملايكه انا بتمنى الناس كلها تبقىزيكانا عمرى مهلاقى صديقه زيك ابدا طول عمرى وبجد بتخنق اوى لما بشوف فى عنيكى انك مخنوقهبحس انى عايزة اعمل اى حاجة علشان ارضيكى يارب يا سمر كل الناس اللى تقابليهم يبقوا زيك

8:01 ص  

إرسال تعليق

<< Home