فلتتنحى كل أفكارى السوداء جانباّ..فلتتلاشى معتقداتى..محتويات مخى من نظريات بنيتها حديثاّ ولم أكمل بنائها..مبادىء أستهلكت وأخرى تتلاعب بعقلى..تفكير مستمر فى الهروب..كل هذا يوجد الآن فى غرفة مهجورة..أفيق فجأة من غيبوبتى الطويلة فأجد عمرى قد تجاوز المائة عام..أتذكر حلمى القديم فأبتسم ثم أبكى..أين ذهب هذا الحلم الآن..أتذكر الحماس الذى كان يعترينى وأنا أخطط مستقبلى وحياتى وأهدافى البعيده والقريبه ..ماذا حدث لى ؟! هل مت؟!..كل ماأستطيع قوله الآن أنى كان لدى حلم..طالما حلمت بلحظة شجاعه أترك فيها المنزل لأعيش دقيقه واحده وانا ملك نفسى ..تقودنى نفسى إلى الجرى فأجرى..إلى أن تفرغ كل الطاقة المكبوتة بداخلى فأغط فى نوم عميق على رمال الشاطىء وأدعوا الله ألا أستيقظ وأنا راضيه ..فهذا أقصى ماكنت أتمناه من هذه الحياه ..هكذا كنت أحلم..الآن أشعر برجفه تهز أنحاء جسدى كلما تذكرت هذا الحلم ..لا أريده الآن ..فقد هجرنى مع الكثير من الأشياء التى هجرتنى منذ زمن ..وأصبح الحلم الأقوى الذى يحتوينى هو الموت..كل الأشياء ماتت من حولى وفى داخلى كأنى جثه تتحرك أجزاءها بلا هدف..عندما أدركت مؤخراّ تلك الحقيقة المؤلمة ..قررت التخلى عن هذا الحلم المستحيل ..حاولت الإندماج مع الأشياء التى زهدتها منذ زمن ولكن أجدنى أسأل نفسى باستنكار وخيبة أمل أمفروض أن يسعدنى هذا..إنه لم يفعل..أشعر بالإنقباض كلما فشلت فى اى محاوله لأستعادت حياتى ..صوت داخلى يقول لى ماذا تفعلين..وأجد قدماى تقودانى إلى الحمام لأجهش فى البكاء وأسأل ربى مجدداّ..لماذا خلقتنى ..ماذا الآن ..أبحث عن علبة سجائرى وأستمر.....شكراّ لك أيها الرب.. ..