23.5.08

إنه ماض
.أحمله معى
.بل إنه يعيش فى داخلى
.حين تخلت عنى الإنسانية
.فتركت الحياة تكشف لى عن وجهها القبيح بمنتهى القسوة
.حينها
.سجلت كل الأحداث
.وكأننى سأقدمها لمن فى يده محاكمة الحياة
.ومازلت أنتظر منذ ذلك الحين.
. الماضى فى داخلى
.إنه أنا
.أنا من أكشرت لى الحياه عن انيابها بعنف.
.وتركت مخلوقاتها المتوحشة تلهو بى
فلم أجد غير وحدتى ملاذا منهم.
.هل انسى كل هذا فقط لمجرد أنه انتهى.
.ودموعى التى شهد عليها كل ركن من أركان غرفتى
.وكل مرآه جلست أبكى أمامها بالساعات..
.وكل آهة صدرت من بين ضلوعى.
.كيف يصبح كل هذا مجرد ذكرى
سيظل الماضى دائما فى كيانى .
.وكلما حاولت العناكب نسج خيوطها فوقه.
.سأسحقها وأسحق خيوطها
.حتى لا تبهت الألوان يوما.
.وتظل زاهية دائما فى أعماقى
ومذاقها فى فمى كأنه الآن.
وسأظل أسترجع أحداث الماضى
.وأروى الحكايات وأنا عجوز
.عن الحياة الشريرة التى تخلت عن فتاة صغيرة
وعن الوحوش التى تعبث بالانسانية
فتشوه أى لمحة متبقية لها
.وعن القسوة الخوف والوحدة التى قاستهم الصغيرة
حتى شبت فى ظل هذه المعاناه
.وقضت المتبقى لها فى الحياة
فى انتظار عدالة السماء